في زحام الحياة وضوضاء العالم، كثيرون يجدون في الانعزال ملاذًا داخليًا، لا هروبًا من الواقع بل بحثًا عن صوتهم الحقيقي وسط ضجيج الأصوات. الانطواء ليس دائمًا علامة ضعف، بل قد يكون صرخة صامتة تقول: “أحتاج أن أسمع نفسي أولًا”.

أولئك الذين يفضلون الجلوس مع كتاب، أو التأمل في السماء، أو الاستماع إلى دقات قلوبهم بدلًا من أحاديث لا تعنيهم، هم في الحقيقة يمتلكون عالماً داخلياً واسعاً. قد لا يُشاركونه مع أحد، لكنهم يحيونه بعمق، ويعرفون أن في الصمت إجابات، وفي الوحدة طمأنينة.

المجتمع كثيراً ما يُمجد الانفتاح الاجتماعي وينظر للانطواء كخلل، لكنه لا يدرك أن هناك من يُجيد الإصغاء للكون بصمته، ويفهم الحياة دون الحاجة إلى ضجيج الكلمات. هؤلاء لا يحتاجون إثبات وجودهم، فهم ثابتون كالجبل، عميقون كالبحر.

الهدوء ليس غيابًا، والانطواء ليس ضعفًا… بل هو طريقة أخرى للحياة، أكثر صدقًا مع النفس.