في لحظة صمتٍ نادرة، بعيدًا عن ضجيج الحياة وتسارع الأحداث، جلستُ وحدي أستمع لذلك الصوت الخافت بداخلي. لم يكن صوتًا مرتفعًا، بل همسات خجولة تسألني: هل أنت بخير؟ هل ما تفعله كل يوم يُشبه ما كنت تحلم به؟
الأسئلة كانت كثيرة، والإجابات… مُبهمة. لم أكن أملك كل الأجوبة، ولكنني شعرت بأنني أحتاج هذا الحوار. بيني وبين نفسي فقط، بلا تصنع ولا مجاملات. حديث صادق يكشف لي ما تجاهلته طويلًا، ويُريني ما لم أعد أراه من فرط الانشغال.
ربما نحتاج جميعًا لمثل هذا اللقاء مع النفس، لنعيد ترتيب أفكارنا، ونُرمم ما تآكل من أرواحنا بفعل الأيام. ليس ضعفًا أن تجلس مع ذاتك، بل شجاعة أن تواجهها بصدق. فالصمت أحيانًا يكون أبلغ من ألف كلمة، وحوار النفس قد يُعيدك إلى نفسك من جديد.