في عصرٍ تسيطر عليه الإشعارات والتنبيهات والاتصالات المستمرة، يبدو صمت الهاتف حدثًا غريبًا بل ومقلقًا أحيانًا. لماذا لم يرسل أحد رسالة اليوم؟ لماذا لم يتصل بي أحد؟ هل نسيتني الحياة فجأة؟ تلك الأسئلة لا تنبع من حاجة للتواصل فقط، بل من اعتياد مرهق على الضوضاء الرقمية.

لكن، ماذا لو كان هذا الصمت نعمة؟ ماذا لو كانت لحظات اللاشيء فرصة للهدوء، لإعادة ترتيب الفوضى داخلنا، وللاستماع إلى أنفسنا بعيدًا عن ضجيج الآخرين؟ حين يصمت الهاتف، تكتشف أنك كنت تؤجل محادثة أهم: تلك التي تدور بينك وبين ذاتك.

لا تبحث دائمًا عن الاهتمام من الخارج، فقد يكون الصمت رسالة من الكون بأن الوقت قد حان للاهتمام بالداخل. الصمت أحيانًا أكثر صدقًا من ألف كلمة.